الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة المسرح الوطني يقرر تتبع قناة نسمة قضائيا لهذا السبب

نشر في  31 جانفي 2016  (10:21)

أعلن المسرح الوطني التّونسي في بيان أصدره أنه قرر تتبع قناة نسمة قضائيا وذلك على خلفية بثها ملفا بعنوان "ماذا يحدث داخل المسرح الوطني". وقدم البيان عددا من التوضيحات بخصوص النقاط التي أثارتها قناة نسمة بخصوص الوضعيّة الإداريّة والماليّة الكارثيّة للمؤسسة فضلا نشاط المسرح الوطني في الفترة الاخيرة.
 
وهذا ما جاء في بيان المسرح الوطني:
"لماذا لا نجيب الجهل والتّجاهل بتجاهل ؟
لماذا لا نجيب الغباء بغباء ؟
لماذا لا نجيب التّطاول بتطاول ؟
هل نحن مجبرون على تبرير إصرارنا على إصلاح المؤسّسة العموميّة وتطبيق القانون ؟
هل من الأفضل أن نترك العمل الفنّيّ والهيكلي للنّهوض بالمسرح الوطني التّونسي لنجيب عن ادّعاءات كلّ من هبّ ودبّ ؟
عندما تصادفك تغطية برنامج "ناس نسمة نيوز" لملف بعنوان "ماذا يحدث داخل المسرح الوطني" مع متداخلين دون دراية بالفنّ وبالإدارة وبالقانون يزعمون ما يشاءون ويدّعون تحمّل المسؤوليّة دون تحرّي القائمين على هذا البرنامج والمسؤولين على إنارة الرّأي العامّ فاعلم أنّك في صميم المواطنة والمسؤوليّة الإعلاميّة وأخلاقيّات المهنة الصّحفيّة.
 
سنحمّل أنفسنا الإجابة على بعض الإدّعاءات عارضين عليكم المشروع الّذي قبل من أجله الفاضل الجعايبي الإدارة العامّة للمسرح الوطني التّونسي وبرنامج الإصلاحات فيه علّها تجيبكم على مالم تكلّف قناة نسمة نفسها بالخوض فيه دون اللّجوء إلى الإدارة العامّة للمسرح الوطني التّونسي للاستفسار ولا مواكبة أنشطة المسرح الوطني التّونسي حتّى تعرف عمّا تتحدّث:
 
-عند تولّي الفاضل الجعايبي الإدارة العامّة للمسرح الوطني التّونسي وجد المؤسّسة في وضعيّة إداريّة وماليّة كارثيّة حسب تقرير التّفقّديّة العامّة لوزارة الثّقافة من شبهات فساد وتجاوزات في التّصرّف وهدر للمال العام بالإضافة لما عاينه أثناء ممارسة الإدارة من عجز مالي وتجاوزات من طرف بعض الأعوان منها شهائد علميّة مدلّسة وغيابات غير شرعيّة وسرقة للمال العامّ وغياب للتّنظيم الإداري والغائب الرّئيسي هو حتميّا الفنّ والمتظرّر الأكبر هو المسرح.
 
- عندما تديرُ مؤسّسة "عموميّة" وتواجه تقاعس بعض الأعوان بتقديم شهائد طبّيّة نفسيّة للعمل خارج المؤسّسة سواءا بتقديم عروض خاصّة بالخارج أو المشاركة في أعمال تلفزيّة تجاريّة أوسياقة سيّارة تاكسي وتمارس واجبك في تطبيق القانون حتّى لا تكون شاهد زور أو متواطئا فتُتَّهم بإهانة الأعوان والتّسبّب في إحباطهم والتجاءهم إلى المعالجة النّفسيّة فاعلم أنّك أمام مثال مصغّر يعكس صورة مؤسّسات الدّولة والوظيفة العموميّة في هذا الوطن العزيز.
 
- عندما يتجاوز سائق من المسرح الوطني التّونسي رئيسه المباشر والكاتب العام والمدير العام ليدّعي دون حجّة ولا برهان وجود فساد مالي ويخوض في مواضيع لا دراية له بها بصفته سائقا فاعلم أنّ الإصلاحات ومقاومة التّسيّب لن تلاقي رضا من يعتبرها تتناقض مع مصالحه المباشرة.
 
- عندما تقدّم العرضَ الأوّل للإنتاج الأوّل بإدارة الفاضل الجعايبي بالكاف تليه جولة قياسيّة ب53 عرضا مسرحيّا بالجهات في ال10 الأشهر الأولى لتوزيع إنتاجات المسرح الوطني التّونسي بالإضافة إلى العروض في الخارج بفضل مجهودات جلّ العاملين بالمسرح الوطني التّونسي الّذين انخرطوا تدريجيّا في العمل الجماعي من أجل الرّقيّ بالمؤسّسة لتُتَّهم من قبل ضيف الحصّة بالمركزيّة والإنغلاق على العاصمة ولتعلم مدى دراية هذا المتدخّل بشأن المسرح الوطني التّونسي ومدى مسؤوليّته ومسؤوليّة قناة نسمة على ما يروَّج في منابرها دون التّحريّ مع الطّرف المعني.
 
- عندما تشغّلُ 69 فنّانا من جميع أنحاء البلاد في 6 إنتاجات أثناء سنة واحدة وتٌتّهَم باحتكار العمل الفنّي داخل المؤسّسة وتُنعَتُ المؤسّسة "بالمسرح الوطني للعاصمة" فاعلم أنّك أمام تهجّمات مجانيّة واعتباطيّة ممّن يدّعي تحمّل مسؤوليّة كلامه.
 
- عندما ترسُمُ مشروعا للمؤسّسة يرتكز على رؤية شاملة إستراتيجية لحاجّيّات القطاع تتمحور حول التّكوين المسرحي أساسا والإنتاج والاتّصال والتّوزيع والشّراكة الاستراتيجيّة والتّنظيميّة مع مراكز الفنون الدرامّيّ والرّكحيّة السّتّة وتحقّق أهمّ أهدافك في سنة واحدة بالإضافة إلى الإصلاح الإداري والمالي وترميم قاعة عروض ومعلم تاريخيّ وإنشاء مقهى ثقافي ليلتقي فيه المثقّفون و فنّانون وتحقيق فائض في الميزانيّة الّتي كانت تشهد عجزا كبيرا يعدّ بمائات آلاف الدّينارات لتُتَّهم من طرف من قدِّم كخبير في الشأن الثّقافي بغياب المشروع والكفاءة في الإدارة فاعلم أنّك أمام خبير حقيقي في الشّأن الثّقافي.
 
- ليطمئنّ ضيوفكم المطالبون بالتّدقيق في الوضع الإداري والمالي للمسرح الوطني التّونسي أنّ الإدارة العامّة هي أوّل من طالب بتدقيق التّفقّديّة العامّة لوزارة الثّقافة في تسيير المؤسّسة قبل ومنذ تولّي الفاضل الجعايبي إدارتها العامّة بالإضافة إلى التّدقيق الخارجي المختصّ والتّدقيق الدّاخلي وقد عملت التّفقّديّة على عديد الملفّات منها الشّهائد المزوّرة والتّجاوزات الماليّة في ما يخصّ إنتاجات المسرح السّابقة وملفّ السّرك وشبهات حول مقتطفات البنزين ووسائل النّقل الإداريّة.
 
- "مدرسة الممثّل" هي مشروع أساسي ضمن الرؤية العامّة للفاضل الجعايبي لدور المسرح الوطني التّونسي في القطاع. يستفيد ضمنها شبّان من جميع أنحاء الجمهوريّة بتكوين ميدانيّ مركّز من قبل مكوّنين من خيرة الحرفيّين التّونسييّن ومتدخّلين أجانب يزوّدون التّلاميذ بخبرتهم ليكتسبوا أصول الحرفة قبل ممارسة المهنة ثمّ ينخرط المتخرّجون العشرة من هذه المدرسة في "المسرح الوطني الشّاب" ليعملوا على إنتاج وتوزيع إنتاجات للمسرح الوطني التّونسي.
هذا المشروع يهدف للمساهمة في الارتقاء بمستوى العمل المسرحي وتوفير إطار للإدماج المهني لممثّلين شبّان مصادَق عليه من طرف سلطة الإشراف و يخضع تسييره لمراقبة مجلس المؤسّسة ومن بين أعضاءه رئيس ديوان وزارة الثّقافة ومراقب الدّولة وممثّل عن وزارة الماليّة وتأجير الخبراء المكوّنين بمدرسة الممثّل يصرف طبقا للتّشريعات الجاري بها العمل ومنها الأوامر المنظّمة لتسيير المسرح الوطني التّونسي.
 
- وفي ما يخصّ ما ادّعاه تلميذ سابق في مشروع "المدرسة الوطنيّة للسّرك" قدّمته قناة نسمة كفنّان فإنّ "المدرسة الوطنيّة للسّرك" بقيت مشروعا طموحا لمحمّد إدريس رسمه أثناء إدارته للمسرح الوطني التّونسي وحاول تحقيقه مع شركاء أجانب يزوّدون المتكوّنين التّونسيّين بتقنيّات السّرك وكان لهذا المشروع إشعاعا عالميّا حتّى انتهاء فترة إدارة محمّد إدريس. ثمّ غادر الشّركاء المشروع وتعطّل قبل أن يتمّ إرجاعه من قبل المدير العام السّابق بمكوّنين من خرّيجي مدرسة السّرك وتوجد شبهات فساد مالي وحول استغلال الشّباب المتكوّنين في السّرك لمصالح خاصّة والملف تحت أنظار التّفقّديّة العامّة لسلطة الإشراف ممّا أدّى إدارة المسرح الوطني التّونسي الحاليّة لاعتماد التّريّث قبل إرجاع هذا المشروع الكبير بأسس قويّة بعد الاطمئنان على المهامّ ذات الأولويّة للمسرح الوطني التّونسي وهي تكوين الممثّل ثمّ المخرج ثمّ الكاتب والإنتاج والتّوزيع المسرحي.
الإدارة العامّة وكامل أسرة المسرح الوطني التّونسي تعتبر أنّ هذا الأخير متضرّر من هذه الادّعاءات الباطلة من طرف مؤسّسة سمعيّة بصريّة لم تر من الضّروري دعوة من يتكلّم باسم الإدارة العامّة للمسرح الوطني التّونسي لإنارة الوعي العامّ عِلاوة على واجبها في ضمان حقّ الرّد.
لذا سيضطرّ المسرح الوطني التّونسي بالقيام بالتّتبّعات القانونيّة اللاّزمة لجبر الأضرار المعنويّة والمادّيّة الّتي انجرّت عن هذا التّصرّف.
الإدارة العامّة للمسرح الوطني التّونسي
30 جانفي 2016